لشيخ الشهداء العلامة الدكتور معشوق الخزنوي
قامشلو - 1998 - جامع سلمان الفارسي - قناة السويس
ايها السادة " صار عاشوراء يوم شهادة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين عاماً ، يوم استيقظ عبد الله بن عباس من منامه كما تقول بعض الروايات وهو يقول [ إنا لله وإنا إليه راجعون ] كلمة قاسية اعتاد المؤمنون أن يرددوها في الشدائد ، إن لها مرارة لأنها وإن كانت تفويضاً وتسليماً لله لكنها تنبء بكارثة ، تشير الى مصيبة ، تومئ الى حادثة تفتك بجسد الإمة ، إنا لله وإنا إليه راجعون ،كلمة تقال إذا اشتد البلاء واحتدم الخطب وادلهمت الأمور ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، خيراً يابن عباس ، ماذا حصل حتى استرجعت ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأعطاني زجاجة مملوءة بالدم ، دم ، هذا يعني أن دماء الأمة ستنزف ومن حقك أن تقول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، أعطاني زجاجة مملوءة بالدم وقال يا ابن عباس هذا هو دم الحسين واصحابه ، دم الحسين ، من حسين هذا ، هل هو كما يقول المثل حسين ما غيره ، نعم حسين ما غيره ، حسين سبط رسول الله ، حسين سيد شباب أهل الجنة وابن سيدة نسائها ، حسين ريحانة المصطفى وابن ريحانته ، حسين أبن زهراء الدنيا فاطمة ، حسين ابن فاطمة الطاهرة البتول ، تجسد فيها طهارة آل البيت ، وتجسدت فيها آية ربنا (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الاحزاب .
مع الحسين سبط رسول الله الذي قال عنه جده : [ حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ] رواه الترمذي ، اللهم إنا نشهدك أننا نحب حسيناً فبلغ نبيك محمداً حبنا لحسينه ، تحرك الحسين من مدينة جده بعدما ودع القبر الشريف ومعه بضع وسبعون من آل بيت رسول الله ، كل جيش الحسين ، كل معسكره ، كل أبناء ثورته إثنان وسبعون من آل بيت رسول الله ، أما الأخرون فقد تركوا الحسين في الميدان ، إن كان الحسين يدافع عن الحق فالحق هو حق جده ولا علاقة لنا به ، خرج الحسين من المدينة ومعه اثنان وسبعون من آل بيته ترافقه زينب أخت الحسين ، نقيبة نساء آل البيت في مأزق ومأساة كربلاء .
خرج الحسين ومعه زينب نقيبة نساء آل البيت قاصداً العراق ، وآه من العراق فكم جرحنا بالعراق ومن العراق ، وكم تألمنا خلال التاريخ بالعراق ولأجل العراق ، وكم مرت على هذا البلد من احداث أصبنا بسببها في الصميم ، وتوجهالحسين الى العراق وفي الطريق تلقى الحسين القائد أول تقرير عن شعب العراق في حينه ، لقي في طريقه الفرزدق ، قال الحسين يا فرزدق من أين ؟ ، قال من العراق يابن بنت رسول الله ، قال وكيف حال الناس هناك ، كيف تركتهم ، ما هي مواقفهم ، أما سمعوا بثورتي ، أما دروا بانتفاضتي في وجه الحاكم الظالم المستبد ، كيف حال الناس هناك ، قال يابن رسول الله : قلوب الناس معك ولكن سيوفهم عليك .
إنتبهوا أيها السادة : الى كلمة الفرزدق، إنها كلمة بسيطة لكنها جمعت علاقات الناس كلها ، ووضعتها في كفة الميزان ، إنها تشملكم أيضاً ، وتشمل الناس جميعاً ، فما من قطر من أقطاركم ، ما من شعب من شعوبكم ، مدينة من مدنكم ، ريف من أريافكم ، حي من أحيائكم ، عائلة من عوائلكم ، إلا وفيها شخصيتان ، شخصية تمثل دور الحسين المحرر المنقذ المغير للمنكر ، وشخصية تمثل دور يزيد وابن زياد المستبد ، مع من أنتم ؟ ، مع الحسين أم مع ابن زياد ، قلوب الناس مع الحسين ولكن سيوفهم على الحسين ، قلوب الناس مع الحسين ، هذه حقيقة ، فالحسين هو سبط رسول الله ، والحسين هو ريحانة المصطفى ، والحسين هو الثائر في وجه الظلم ، المنقذ للفقراء والمصطهدين، فطبيعي أن تكون قلوب الناس معه ، لكن سيوفهم عليه : لأن الناس يتكالبون على المال ولا عندك مال يا حسين ، لأن الناس يبحثون عن الحطام وما عندك من الحطام شئ ، ما الذي غير الأمر يافرزدق ، لقد أرسلوا إلي بالأمس يبايعونني يتعهدون بحمايتي والوقوف في وجه الظلم والطفاة ، فكيف تحولت ايديهم الممتدة بالبيعة أصلاً الى سيوف مشرعة في وجهي .
لقد حصل كل ذلك يا حسين ، فقد اشترى الطاغية الرجال بالمال ، اشترى النفوس بالفلوس ، أما سمعت قول القائل :
فصاحة حسان وخط أبن مقلة وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
لواجتمعت في المرء والمرء مفلس ونادوا عليه لا يباع بدرهم
قيمتك بما في جيبك ، إن كان في جيبك دينار فأنت تساوي ديناراً ، وإن كان في جيبك درهم فأنت لا تساوي إلا درهماً ، وإن لم يكن في جيبك شئ فأنت لا تساوي شئ .
هذه موازين الناس مع الأسف ، نعم هذه موازين الناس يا حسين ، فصاحة حسان وخط ابن مقلة وحكمة لقمان وزهد ابن ادهم ، وكل خصلة من هذه تساوي الدنيا بما فيها حتى لو اجتمعت كلها في رجل وهو مفلس ونادوا عليه في سوق رجال اليوم لا يباع بدرهم ، أما سمعت قول القائل :
رأيت الناس قد مالوا الى من عنده مال ، ومن لا عنده ماله فعنه الناس قد مالوا ، أرى الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا ، أرى الناس منفضة الى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة .
اشترى الطاغية الرجال بالمال ياحسين وبقيت أنت وحدك ، فجاهد عن دعوة أبيك وجدك ، ماذا يفعل الحسين ؟ ، أيتراجع ، لو كان الحسين رجل دنيا ، لو كان الحسين رجلاً يقتبس عقيدته وفكره ودينه وقوته ورجولته ورسالته من سواد الناس ، إذاً لتراجع ، لكنه يوماً ما ما عرف الحق من خلال الرجال ، إنه ابن علي الذي يقول : لاتعرف الحق بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله .
إنه سبط رسول الله الذي احتقر الدنيا بكل زخارفها يوم عرضت عليه ، فقال يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .
انطلق الحسين إذن لم يثن عزيمته قول الفرزدق ، ذهب ليقاتل هو وربه جنود الظلم والطغيان ولو قال أهل العراق إنا هاهنا قاعدون ، بل ولو قالوا إننا في صف يزيد وابن زياد مقاتلون ، انطلق الحسين حتى نزل الى جانب الفرات في مكان إسمه كربلاء ، وكم كانت كربلاء كرباً وبلاءً ، إقرؤا التاريخ إيها السادة انظروا ، تفكروا ، تأملوا في أيام الله ، كربلاء يوم أسود من أيام أمتنا ، عاشوراء يوم رهيب من أيام تاريخنا ، عاشوراء يوم فاضت فيه أرواح آل بيت رسول الله على أيدي حكامنا .
نزل الحسين على نهر الفرات ، وقبل عاشوراء بليلة قال لمن معه من آل البيت عودوا الى المدينة تحت ستار الظلام وسأظل وحدي فإن القوم لا يريدون واحداً منكم ، إنهم يريدونني ، يريدون قائد الثورة ليميتوها ، يريدون عميد الأسرة ليبتروها ، عودوا الى المدينة إني عليكم مشفق ودعوني وحدي تقتلني الفئة الباغية كما قتلت أبي ، دعوني والله الذي لا إله غيره لقد إذنت لكم جميعاً ، فسمع لآل البيت ضجيجاً : أنتركك يا حسين وحدك ، بأي وجه نذهب الى المدينة ، بأي جواب نقف أمام قبر جدنا ، وماذا نقول له : تركنا حسينك وحده في الميدان ونجونا بأرواحنا ، ويوم القيامة حين نطمع في شفاعته ماذا نقول له إذا قال كيف فررتم وتركتم حسيني وحده ، لا والله يا حسين دمائنا دون دمك ، وأرواحنا دون روحك .
وفي صبيحة عاشوراء وقبل أن ينزل الأسد الى عرينه أخذته إغفائة من نوم وزينب الى جانبه ، فلما أستيقظ قال يا زينب : لقد رأيت آنفاً سيدي رسول الله وهو يقول لي : يا حسين عما قريب ستكون عندنا ، بكت زينب لا لأنها جاهلة فهي تدرك أن عندنا من فم رسول الله يعني الشهادة والجنة ، إذاً لم تبكين ؟ ، أتبكين حسيناً فحسين سيكون عما قريب عندنا ، إنما زينب تبكي على نفسها وعلى حظها الأسود ، فقد فقدت جدها رسول الله وهي طفلة في الرابعة ، وبعد ستة أشهر فقدت أمها فاطمة ، وبعد فترة أخرى فقدت أباها علياً شهيد محراب الكوفة ، ثم فقدت بعد قليل الحسن مسموماً وهاهي ستفقد الحسين الغالي .
أيها السادة : وحين طلعت شمس يوم عاشوراء ، ونزل الأسد الى عرينه ، ودارت رحى الحرب ، وسار النقع فوق الرؤس ، وسكتت الألسنة وصمتت ، ونطقت الأسنة وتكلمت ، وخطبت السيوف على منابر الرقاب ، وبدأت الرماح تصوب نحو الحسين ، فتقدم ابنه علي الأصغر وكان شاباً ، تقدم يترس عن والده ويدفع السهام بصدره عن صدر عميد آل بيت رسول الله ، وفي النهاية خر شهيداً بين يدي والده ، فحمله الحسين الى خيمة زينب كوردة في باقة الصباح ، وأول سفير لآل بيت رسول الله الى الجنة في يوم كربلاء ، ويوم خرج الحسين من خيمة زينب ناداه القاسم – طفل صغير للحسين – يا أبتي الماء ، لقد بلغ القوم درجة من اللؤم فمنعوا الماء ، بنوا ستاراً بشرياً بين آل بيت رسول الله وبين الماء .
هل رأيتم أمة تمنع الماء عن آل بيت نبيها ، أبعد هذه المصيبة مصيبة ، نادى القاسم يا أبتاه الماء ، أهلكني العطش ، التفت الحسين إليه وقال يا قاسم : يعز على أبيك أن تناديه فلا يرد عليك في يوم قل ناصره وكثر أسره ، ولكن ياقاسم اصبر فبعد قليل نشرب من حوض رسول الله ، بعد قليل سنشرب من حوض رسول الله ، هل رأيتم أحوال الدنيا ، أبناء رسول الله يستغيثون من العطش وامواج الفرات تتكسر الى جانبهم ، من الذي يمنعهم ، أمة نبيهم تمنعهم ، إنها الدنيا لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء ، لو ساوت جناح بعوضة ما بقي الفرات بين أيدي الظالمين وبقي الحسين وآل بيت رسول الله عطاشاً ، إنها الدنيا :
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
هذه هي الدنيا :
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل ينــام على حرير وذو علم مفارشه التراب
إنها الدنيا ، بل إنه يوم عاشوراء ، إنها كربلاء نقطة سوداء في تاريخ الأمة وجبينها التي تركت جرحاً في جسم الأمة لا زال ينزف ويلتهب .
أيها السادة : ودارت رحى المعركة ، وبدأ من حول الحسين يسقطون على الأرض ، استغفر الله لا أقول يسقطون فحاشهم من السقوط إنما بدأوا يصعدون الى السماء بأرواحهم ليتحرروا من قيود المادة ويلتقوا بالأحبة محمداً وصحبه .
واعلنت الجنة حالة الطوارئ ، ووضعت الملائكة في حالة تأهب قصوى ، وجهزت الأسرة الخضراء لاستقبال الحسين ومن معه من آل بيت رسول الله ، وبين حين وآخر كان الحسين يودع قافلة جديدة ذاهبة الى الجنة حتى ظل الحسينوحده تتناهشه انياب أربعة ألاف ذئب ، أربعة ألاف مقاتل يصوبون سهامهم نحو الحسين الذي ظل صامداً ، ولا عجب فهو الذي ورث الشجاعة كابراً عن كابر ، إنه ابن علي داحي خيبر ، إنه سبط رسول الله الذي نادى يوم حنين بعد أن انهزم الناس [ أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب ] ، إنه بضعة من رسول الله الذي يقول فيه علي : كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله فما كان أحد أقرب الى العدو منه .
لكن في النهاية جاء اللقاء وخر الحسين صريعاً في ساحة كربلاء بعد أن طعن مئة وثمانين طعنة في جسده المبارك ، اجتمع القوم حول الحسين المضرج بدمائه ، المسجى ببردة رسول الله ، فقد كان يوم عاشوراء يلبس ثوباً من ثياب رسول الله ، الحسين يسبح في دمائه وزينب تنظر إليه ويداها عاجزتان ، اجتمع القوم ، ماذا يريدون منه بعد أن قتلوه ، بعد أن مزقوه ، إنهم يريدون أن يفصلوا الرأس الشريف عن الجسد ، كارثة ، هكذا أيها السادة صدرت الأوامر العسكرية من الطاغية ابن زياد ، أمر بفصل الرأس عن الجسد ، تسابق القوم لينال كل واحد منهم شرف امتثال أمر الطاغية دون أن يتفكروا رأس من يريدون ، رأس من هذا ، إنه رأس الحسين سبط رسول الله ، رأس وضعه النبي في حجره .
رأس مسح النبي جبينه فله بريق في الخدود
أبواه من عـليا قريش وجده خير الجدود
تقدم أيها السادة : أشقى القوم ، رجل يدعى شمر بن ذي الجوشن فصل الرأس عن الجسد .
فصل الرأس الشريف ، وبعد أن فصل أمر الطاغية خيلها أن تدوس بسبائكها جسد الحسين فتمزقه ، أمة أيها السادة تدوس بسبائك خيلها جسد سبط نبيها لهي أمة عاقة ظالمة خائنة غدارة جاحدة بالنعمة قاطعة للرحم ، نعم ديس الجسد الشريف ولكن ! هل نزلت مكانة الحسين ، معاذ الله فقد ظل الحسين هو الحسين ، لقد داسوا جسده في غياب روحه وحياته كما تدوس الثعالب عرين الأسود الغائبة ، وظل الحسين هو الحسين رمز الطهر والنقاء ، ظل رمز الجهاد والتضحية .
إن الجواهر في التراب جواهر والأسد في قفص الحديد أسود
السبع سبع وإن كلت مخالبه والكلب كلب وإن قلدته الذهبا
ديس الجسد الشريف ، وحمل الرأس على الرماح تعبيراً عن انتصارهم على آل بيت رسول الله ، وسيقت زينب ومن معها ، اخذت بطلة كربلاء ومن معها من نساء بيت رسول الله أسيرات الى قصر ابن زياد ، بنات رسول الله سقن سبايا وأسيرات ، أليست هذه كارثة ، بنات رسول الله يسوقهن المسلمون أسيرات وسبايا ولا عجب إنها الدنيا كما قلنا ، قاتلها الله :
مدارس آيات قد خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
بنـات زياد في القصور مقيمة وبنت رسول الله في الفلوات
إنها الدنيا ، هذه هي الدنيا ، بل هذه عاشورائنا ، وهذه كربلائنا التي ما جرت على الأمة إلا الكرب والبلاء ، هذه كربلاء فماذا حدث بعد كربلاء .
ماتت زينب بعد سنة من مقتل الحسين ، قضت سنتها قائمة صائمة حتى اختارها الله الى جواره ، وأما الطاغية ابن زياد فقد صرع ، مرض بالصرع وقتل في الصحراء واكلت جسمه الكلاب العاوية ، وأما شمر الذي فصل الرأس عن الجسد فقد أصيب بمرض الاستسقاء ، وكان يطلب الماء ليشرب وما أن يخرج الإناء من فمه حتى ينادي الماء أنا عطشان وظل هكذا حتى مات ، وأما المستبد حاكم دمشق يزيد الذي جر بكربلائه على هذه الأمة الخزي والعار والفتنة والفرقة والأشلاء والدم ، أما يزيد فقد مات مجنوناً ولم يعمر بعد الحسين إلا قليلاً ، إنها لعنة كربلاء ، أما الحسين فقد ظل هو الحسين ، ظل رمز جهاد ، وظل رمز تضحية ، وظل يحرك بدمه ، بقطرات دمه الطاهر التي نزفت في كربلاء ، ظل يحرك عروق النخوة والغيرة في أبنائه ، ظل الحسين رمز الوقوف في وجه الظالم ، ظل الحسين خير مثال لكلمة حق عند سلطان جائر .
أما أنتم أيها السادة : فما شأنكم بعد كربلاء ، هل أخذنا العبر والعظات من كربلاء ، أم أننا كما قال الشاعر :
إذا أمرنا أو نهينا كأهل كهف أيقاظ نيام "
الخطبة كاملة سوف يتم تحميلها بالصوت قريبا
الخطبة كاملة سوف يتم تحميلها بالصوت قريبا